فهم أهداف التنمية المستدامة (SDGs)
أهداف التنمية المستدامة (SDGs) هي مجموعة من 17 هدفًا عالميًا مترابطًا وضعتها الأمم المتحدة في عام 2015 كجزء من خطة التنمية المستدامة لعام 2030. تهدف هذه الأهداف إلى معالجة التحديات الأكثر إلحاحًا في العالم، بما في ذلك الفقر، وعدم المساواة، وتغير المناخ، وتدهور البيئة، والسلام، والعدالة، بهدف رئيسي هو تحقيق مستقبل مستدام للجميع بحلول عام 2030.
خلفية وأصول أهداف التنمية المستدامة
تعتمد أهداف التنمية المستدامة على عقود من الجهود العالمية والاتفاقيات الهادفة إلى التنمية المستدامة. تشمل المعالم البارزة ما يلي:
- تقرير برونتلاند (1987): يُعرف أيضًا باسم “مستقبلنا المشترك”، وقدم مفهوم التنمية المستدامة.
- قمة الأرض في ريو (1992): أدت هذه القمة إلى اتفاقيات هامة مثل أجندة 21 ومهدت الطريق لدمج السياسات البيئية والتنموية.
- أهداف التنمية الألفية (MDGs) (2000-2015): كانت هذه الأهداف الثمانية تركز على جوانب مختلفة من التنمية البشرية وأرست الأساس لأهداف التنمية المستدامة الأوسع والأكثر شمولية.
- مؤتمر ريو+20 (2012): شدد وثيقة “المستقبل الذي نريده” الصادرة عن هذا المؤتمر على الحاجة إلى أهداف عالمية جديدة، مما أدى إلى إنشاء أهداف التنمية المستدامة.
أهمية أهداف التنمية المستدامة
تعتبر أهداف التنمية المستدامة مهمة لأنها توفر إطارًا شاملاً لمعالجة التحديات العالمية. فهي تؤكد على الشمولية والترابط بين جوانب التنمية المختلفة، معترفة بأن التقدم في مجال ما غالبًا ما يعتمد على التقدم في مجالات أخرى. من خلال وضع أهداف محددة، تساعد أهداف التنمية المستدامة في توجيه السياسات والإجراءات نحو تحقيق التنمية المستدامة.

الهدف الأول (SDG 1) يهدف إلى القضاء على الفقر المدقع بحلول عام 2030. يشمل ذلك ضمان حصول الجميع، بغض النظر عن موقعهم أو وضعهم الاقتصادي، على الاحتياجات الأساسية مثل الغذاء والملبس والمأوى. يتناول الهدف الفقر من حيث الدخل والفقر متعدد الأبعاد، الذي يشمل نقص الوصول إلى التعليم والرعاية الصحية والمياه النظيفة. تشمل الاستراتيجيات لتحقيق ذلك أنظمة الحماية الاجتماعية، والنمو الاقتصادي، ومعالجة الأسباب الهيكلية للفقر.

الهدف الثاني (SDG 2) يركز على القضاء على الجوع، وتحقيق الأمن الغذائي، وتحسين التغذية، وتعزيز الزراعة المستدامة. يؤكد هذا الهدف على أهمية ضمان حصول جميع الناس على الغذاء الكافي والآمن والمغذي طوال العام. يسعى أيضًا إلى مضاعفة إنتاجية الزراعة ودخل صغار المنتجين، وضمان نظم إنتاج غذائي مستدام، وممارسات زراعية مرنة قادرة على التكيف مع تغير المناخ والأحوال الجوية القاسية.

الهدف الثاني (SDG 2) يركز على القضاء على الجوع، وتحقيق الأمن الغذائي، وتحسين التغذية، وتعزيز الزراعة المستدامة. يؤكد هذا الهدف على أهمية ضمان حصول جميع الناس على الغذاء الكافي والآمن والمغذي طوال العام. يسعى أيضًا إلى مضاعفة إنتاجية الزراعة ودخل صغار المنتجين، وضمان نظم إنتاج غذائي مستدام، وممارسات زراعية مرنة قادرة على التكيف مع تغير المناخ والأحوال الجوية القاسية.

الهدف الرابع (SDG 4) يسعى إلى ضمان التعليم الجيد والشامل للجميع وتعزيز فرص التعلم مدى الحياة. يبرز الحاجة إلى التعليم الابتدائي والثانوي المجاني، والوصول المتكافئ إلى التعليم قبل الابتدائي الجيد، والتعليم الفني والمهني والتعليم العالي بأسعار معقولة. يركز الهدف أيضًا على إزالة الفوارق بين الجنسين وضمان الوصول المتساوي لجميع مستويات التعليم للفئات الضعيفة.

الهدف الخامس (SDG 5) يهدف إلى تحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين جميع النساء والفتيات. يتضمن هذا الهدف القضاء على جميع أشكال التمييز والعنف ضد النساء والفتيات، بما في ذلك الاتجار والاستغلال الجنسي. كما يسعى إلى ضمان المشاركة الكاملة للنساء وتكافؤ الفرص للقيادة في جميع مستويات صنع القرار في الحياة السياسية والاقتصادية والعامة، وضمان الوصول الشامل إلى الصحة الإنجابية وحقوق الإنجاب.

الهدف السادس (SDG 6) يركز على ضمان توفير وإدارة مستدامة للمياه والصرف الصحي للجميع. يؤكد هذا الهدف على الحاجة إلى الوصول العالمي والعادل إلى مياه الشرب الآمنة والميسورة، والصرف الصحي والنظافة الكافية، وتحسين جودة المياه من خلال تقليل التلوث. كما يعزز الإدارة المستدامة لموارد المياه، وحماية النظم البيئية المائية، وتعزيز مشاركة المجتمع في إدارة المياه والصرف الصحي.

الهدف السابع (SDG 7) يركز على ضمان حصول الجميع على طاقة مستدامة وموثوقة وحديثة بأسعار معقولة. يبرز هذا الهدف أهمية زيادة حصة الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة العالمي، وتحسين كفاءة الطاقة، وضمان الوصول العالمي إلى خدمات الطاقة الحديثة. كما يهدف إلى تعزيز التعاون الدولي لتسهيل الوصول إلى البحوث والتكنولوجيا في مجال الطاقة النظيفة وتعزيز الاستثمار في البنية التحتية للطاقة وتقنيات الطاقة النظيفة.

الهدف الثامن (SDG 8) يسعى إلى تعزيز النمو الاقتصادي المستدام والشامل، وتوفير فرص عمل منتجة، وضمان العمل اللائق للجميع. يهدف هذا الهدف إلى تحقيق مستويات أعلى من الإنتاجية الاقتصادية من خلال التنويع والتطوير التكنولوجي والابتكار. كما يؤكد على أهمية خلق وظائف لائقة، وتنمية ريادة الأعمال، والإبداع، والابتكار، وضرورة القضاء على العمل القسري والاتجار بالبشر وعمالة الأطفال.

الهدف التاسع (SDG 9) يركز على بناء بنية تحتية مرنة، وتعزيز التصنيع الشامل والمستدام، وتشجيع الابتكار. يسعى الهدف إلى تطوير بنية تحتية ذات جودة وموثوقية واستدامة ومرونة، ودعم التنمية الاقتصادية ورفاهية الإنسان، وتعزيز التصنيع المستدام. كما يؤكد على أهمية زيادة وصول الشركات الصغيرة إلى الخدمات المالية، بما في ذلك الائتمان الميسر، وإدماجها في سلاسل القيمة والأسواق.

الهدف العاشر (SDG 10) يهدف إلى تقليل التفاوتات داخل الدول وفيما بينها. يعالج هذا الهدف التفاوت في الدخل، وضرورة الإدماج الاجتماعي والاقتصادي والسياسي للجميع، وأهمية السياسات التي تعزز تكافؤ الفرص وتقلل من التفاوتات. كما يهدف إلى تحسين تنظيم ومراقبة الأسواق والمؤسسات المالية العالمية، وتعزيز تمثيل الدول النامية في صنع القرار، وتيسير الهجرة والتنقل الآمن والمنظم والمسؤول.

الهدف الحادي عشر (SDG 11) يسعى إلى جعل المدن والمستوطنات البشرية شاملة وآمنة ومرنة ومستدامة. يركز هذا الهدف على ضمان الوصول إلى الإسكان والخدمات الأساسية، وتوفير نظم نقل مستدامة، وتعزيز التحضر الشامل والمستدام. كما يعالج تقليل الأثر البيئي للفرد في المدن، وتوفير الوصول إلى المساحات الخضراء والعامة، ودعم الروابط الاقتصادية والاجتماعية والبيئية بين المناطق الحضرية وشبه الحضرية والريفية.

الهدف الثاني عشر (SDG 12) يركز على ضمان أنماط الاستهلاك والإنتاج المستدامة. يشدد هذا الهدف على أهمية تقليل النفايات من خلال الوقاية، وتقليل، وإعادة التدوير، وإعادة الاستخدام. كما يهدف إلى الإدارة البيئية السليمة للمواد الكيميائية والنفايات طوال دورة حياتها، وتقليل انبعاثاتها إلى الهواء والماء والتربة. بالإضافة إلى ذلك، يشجع على الممارسات المستدامة في الشركات ويعزز المشتريات العامة المستدامة.

الهدف الثالث عشر (SDG 13) يركز على اتخاذ إجراءات عاجلة لمكافحة تغير المناخ وآثاره. يؤكد هذا الهدف على الحاجة إلى تعزيز القدرة على التكيف مع المخاطر المتصلة بالمناخ والكوارث الطبيعية في جميع البلدان. كما يهدف إلى دمج تدابير تغير المناخ في السياسات والاستراتيجيات الوطنية، وتحسين التعليم والتوعية والقدرة المؤسسية على التخفيف من تغير المناخ والتكيف معه.

الهدف الرابع عشر (SDG 14) يركز على حفظ واستخدام المحيطات والبحار والموارد البحرية بشكل مستدام. يستهدف هذا الهدف الحد من التلوث البحري، وإدارة وحماية النظم البيئية البحرية والساحلية، وتقليل حموضة المحيطات، وتنظيم الصيد وإنهاء الإفراط فيه. كما يؤكد على أهمية حفظ المناطق الساحلية والبحرية، وزيادة الفوائد الاقتصادية للدول الجزرية الصغيرة والبلدان الأقل نمواً من الاستخدام المستدام للموارد البحرية.

الهدف الخامس عشر (SDG 15) يركز على حماية وترميم وتعزيز الاستخدام المستدام للنظم البيئية الأرضية، والإدارة المستدامة للغابات، ومكافحة التصحر، ووقف تدهور الأراضي وفقدان التنوع البيولوجي. يؤكد هذا الهدف على الحاجة إلى ضمان حفظ النظم البيئية الجبلية، وتعزيز المشاركة العادلة والمستدامة في الاستفادة من الموارد الوراثية، واتخاذ إجراءات عاجلة لوقف الصيد غير المشروع والاتجار بالأصناف المحمية.

الهدف السادس عشر (SDG 16) يركز على تعزيز المجتمعات السلمية والشاملة من أجل التنمية المستدامة، وتوفير الوصول إلى العدالة للجميع، وبناء مؤسسات فعالة وخاضعة للمساءلة وشاملة على جميع المستويات. يستهدف هذا الهدف تقليل جميع أشكال العنف ومعدلات الوفيات المرتبطة بها، والقضاء على الإساءة والاستغلال والاتجار والعنف ضد الأطفال. كما يؤكد على أهمية تعزيز سيادة القانون وضمان الوصول المتساوي للعدالة للجميع، وتقليل التدفقات المالية غير المشروعة.

• الهدف السابع عشر (SDG 17) يركز على تعزيز وسائل التنفيذ وتنشيط الشراكة العالمية من أجل التنمية المستدامة. يؤكد هذا الهدف على ضرورة تعبئة الموارد المالية للبلدان النامية، ودعم التنفيذ المستهدف لبناء القدرات، وتعزيز التناسق السياسي من أجل التنمية المستدامة. كما يهدف إلى تعزيز نظام تجاري متعدد الأطراف يعتمد على قواعد غير تمييزية وعادلة، وزيادة توفر البيانات عالية الجودة لدعم الرصد والمساءلة.
References
1. European Commission. “Science, Technology and Innovation for the Sustainable Development Goals.” Joint Research Centre.
2. Eurostat. “How has the EU progressed towards the Sustainable Development Goals?” Eurostat.
3. United Nations. “The 2030 Agenda for Sustainable Development.” UN SDGs.